انتقل إلى المحتوى

هيكل سليمان

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
هيكل سليمان
בֵּית־הַמִּקְדָּשׁ (بالعبرية) عدل القيمة على Wikidata
معلومات عامة
نوع المبنى
المنطقة الإدارية
البلد
فلسطين
بني بطلب من
أبرز الأحداث
الهدم
أغسطس 586 "ق.م"
422 "ق.م"[1] عدل القيمة على Wikidata
أحداث مهمة
معلومات أخرى
الإحداثيات
31°47′N 35°14′E / 31.78°N 35.24°E / 31.78; 35.24 عدل القيمة على Wikidata
خريطة
نموذج افتراضي لهيكل سليمان كما يراه اليهود.
مخطط افتراضي للهيكل بريشة كريستيان فان أدريشم 1584

هيكل سليمان (بالعبرية: מקדש שלמה) أو الهيكل الأول (بالعبرية: בית המקדש הראשון) أو البيت المقدس (بالعبرية: בית המקדש، بيت همقدش، بيت المقدس)، حسب التسمية اليهودية المعروف باسم بيت همقدش، وفقاً للكتاب المقدس، وهو المعبد اليهودي الأول في القدس الذي بناه الملك سليمان حسب معتقدات اليهود، وقد دمره نبوخذ نصر الثاني بعد حصار القدس سنة 587 قبل الميلاد.

هو أحد الاماكن المقدسة لدى اليهود ويعتقدون أن المسيح سيعيد بناء بيت همقدش، ولا يعرف بالضبط أين موقع بيت همقدش، ويظن بعض اليهود أن موقعه مكان مسجد قبة الصخرة أو بجانبه.

من تحليل المصادر التاريخية والأثرية يُفترض معظم العلماء[بحاجة لمصدر] أن المعبد يقع موقِعُهُ داخل الحَرَم القُدسي الشريف أو بجواره. أما الحاخامات اليهود فيقبل أكثريتهم هذا الافتراض ويعتبرون الحرم القدسي الشريف محظوراً على اليهود لقدسيته، إذ لا يمكن في عصرنا أداء طقوس الطهارة المفروضة على اليهود قبل الدخول في مكان الهيكل حسب الشريعة اليهودية. مع ذلك، يوجد عدد من الحاخامات الذين يسمح لهم بزيارة الحرم القدسي، وكذلك يزوره يهود علمانيون. وفقاً للكتاب المقدس العبري، شيد المعبد تحت حكم سليمان، ملك إسرائيل. ومن شأن ذلك أن تاريخ بنائه يعود إلى القرن 10 قبل الميلاد. وخلال مملكة يهوذا، خصص لمعبد الربّ، وإله إسرائيل ويَضُّم تابوت العهد.

تم بناء الهيكل الثاني في نفس الموقع في 516 قبل الميلاد، الذي تم توسيعه بشكل كبير في 19 قبل الميلاد ودمر في نهاية المطاف من قبل الرومان في 70 م. بنيت قبة الصخرة على الموقع في 691 م.

بسبب الحساسيات الدينية المعنية بالموضوع، والحالة المُتقلبة سياسياً في القدس الشرقية، وقِلة أعمال المسح الأثري للحرم القدسي، لا يوجد إعادة إعمار للمعبد، وهو الآن على ما هو عليه منذ وقت تدميره مِن قِبل نبوخذ نصر.[بحاجة لمصدر]

تاريخ الهيكل

[عدل]

هناك أوصاف مفصلة لشكل المعبد وطريقة العبادة فيه كما كانت في القرن الأول للميلاد (في ما يسمى ب«الهيكل الثاني» أو «هيكل هيرودس») في مؤلفات المؤرخ اليهودي الروماني يوسيفوس فلافيوس، وخاصة في مؤلفته «حروب اليهود» حيث تسرد سلسلة الأحداث التي أدت إلى التمرد اليهودي على الرومان وأحداث التمرد. كذلك توجد بعض الدلائل الأثرية التي تدعم أوصاف يوسيفوس فلافيوس مثل حجرتين تحملان نقوشاً باللغة اليونانية تم العثور عليها في حفريات قرب الحرم القدسي (توجد إحداهما في متحف إسطنبول الأثري والأخرى في متحف روكفلر بالقدس)، والتي تحذر الرواد غير اليهود بأن لا يدخلوا المكان المقدس، وبوابة تيتوس في روما المنقوش عليها صورة مسيرة جنود رومانيين يحمل كنوز الهيكل بعد انتصارهم على اليهود المتمردين عليهم في القدس وتدميرهم للهيكل.

هو معبد يهودي يعتقد أنه أقيم في العهد الجديد هما المصدر الرئيسي لفرضية وجود هذا المعبد في ما قبل أيام الحشمونيين، وهناك معلومات كثيرة عن المعبد في أواخر أيامه في الكتب الدينية اليهودية الأخرى مثل المشناه والتلمود.

أما بالنسبة لأيام الهيكل الأول، فلا توجد، باستثناء الكتاب المقدس، إلا دلائل أثرية وتاريخية غير مباشرة تذكر الملوك اليهود في أورشليم (القدس) وعدد من وزرائهم وكهنتهم، بالأسماء المذكورة أيضا في الكتاب المقدس، كمن عبدوا الرب في الهيكل، ولكن دون ذكر الهيكل نفسه.

الهيكل في النصوص الدينية

[عدل]

حسب ما يرد في الكتاب المقدس (سفر الملوك الأول إصحاح 5-6) بناه الملك سليمان (النبي سليمان في الإسلام) إتماماً لعمل أبيه الملك داود (النبي داود في الإسلام) بأمر من الله. وكان داود هو الذي نقل تابوت العهد والأحجار المنقوش عليها شريعة موسى إلى مدينة أورشليم بعد احتلالها من اليبوسيين. أما سليمان فبنى الهيكل في أورشليم ووضع فيه التابوت والأحجار وجعل المكان معبدا لله. ويذكر سفر الملوك الأول (الأصحاح 6-9) أن بناء الهيكل استمر 16 عاما (من السنة الرابعة بعد توليه العرش وحتى السنة العشرين) وأنه تم بالاستعانة بحيرام ملك صور الفينيقي الذي باعه الأخشاب وأرسل إليه كبار صناعه.

وطبقاً لما ذكرته المصادر التاريخية، فقد تم بناء الهيكل وهدمه ثلاث مرات؛ فقد تم تدمير مدينة القدس والهيكل عام 587 ق.م على يد نبوخذ نصر ملك بابل وسبي أكثر سكانها، وأعيد بناء الهيكل حوالي 520-515 ق.م وهُدم الهيكل للمرة الثانية خلال حكم المكدونيين على يد الملك أنطيوخوس الرابع بعد قمع الفتنة التي قام بها اليهود عام 170 ق.م، وأعيد بناء الهيكل مرة ثالثة على يد هيرودوس الذي أصبح ملكاً على اليهود عام 40 ق.م بمساعدة الرومان. وهدم الهيكل للمرة الثالثة على يد الرومان عام 70 م ودمروا القدس بأسرها.[2]

التشكيك في وجود الهيكل

[عدل]

بشكل عام، يرى بعض علماء الآثار أن اليهود لم يعيشوا مطلقاً في مدينة القدس ولم يتم بناء أي هيكل على مر العصور، وأن قصص الهيكل مجرد قصص مختلقة.[3]

الخلاف حول مكان الهيكل

[عدل]

بعد الفتح الإسلامي بُني مسجد قبة الصخرة في عهد الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان، الأمر الذي لا يقبله اليهود لأنهم لا يؤمنون بالإسلام كديانة منزلة من الله. بقي المسجد الأقصى على حاله التي هو عليها الآن، حتى بعد قيام إسرائيل التي تسعى لبناء هيكل سليمان أو الهيكل الثالث على جبل الهيكل (مصطلح يهودي) أو الحرم القدسي الشريف (مصطلح إسلامي)، فقامت بعدة محاولات هدفها استرجاع الهيكل وذلك بهدم المسجد الأقصى وإقامة الهيكل الثالث مكانه، وما زال الخلاف قائماً حوله بين المسلمين واليهود.

جدال الهيكل الثالث

[عدل]

رأي الحاخامات من التيارات اليهودية المركزية، كما تعبر عنه مجلس الحاخامات الإسرائيلية، هو أن إعادة بناء الهيكل على جبل الهيكل (أي الحرم القدسي) في الوقت الراهن أمر ممنوع، وحتى بحظر الحاخامات زيارة الجبل لاعتباره ممنوع من زيارة اليهود حسب الشريعة اليهودية الحالية. أما الحاخامات اليهود فيقبل أكثريتهم هذا الافتراض ويعتبرون الحرم القدسي الشريف محظورا على اليهود لقدسيته، إذ لا يمكن في عصرنا أداء طقوس الطهارة المفروضة على اليهود قبل الدخول في مكان الهيكل حسب الشريعة اليهودية. مع ذلك، فيوجد عدد من الحاخامات الذين يسمحون بزيارة الحرم القدسي، وكذلك يزوره اليهود العلمانيون. أما الشرطة الإسرائيلية فتسمح لليهود بزيارة الحرم القدسي كسياح، ولكنها تحظر أداء الشعائر فيه.

رأي الجماعات المسيحية حول بناء الهيكل

[عدل]

مع بناء الهيكل

[عدل]
  • المسيحيين الإنجيليين: يدعمون إعادة بناء هيكل سليمان كخطوة على طريق عودة يسوع المسيح، المسيّا وبداية معركة هرمجدون. ويذكر أنهم يدعمون إسرائيل في كل مواقفها وترى أن نهاية العالم قد صارت وشيكة.
  • فريق الصلاة لأورشليم: تقوم بالدعم لإسرائيل لأن عودة السيد والمخلّص ترتبط بأورشليم مباشرةً وأنّ معظم النبوءات التوراتية تشير إلى أورشليم ونهاية الزمن، وإلى بناء الهيكل الجديد، والمسيخ الدجال، وقيام معركة هرمجدون.
  • السفارة المسيحية الحولية: أنشأها الإنجيليون في سبتمبر 1980، وتعمدوا أن يكون مقرها في أورشليم. وللسفارة المسيحية خمس عشرة قنصلية في الولايات المتحدة الأمريكية، تقوم بأنواع متباينة من الأنشطة الفعالة لصالح إسرائيل عبرت عنها صحيفة الجيروزاليم بوست في مقال لها سنة1980 بأنه سيشمل تشجيع كل أنواع الدعاية للدفاع عن القضية اليهودية في الصحافة والراديو والأفلام والاجتماعات أو أي وسيلة إعلامية أخرى.
  • منظمة الأغلبية الأخلاقية: وهي التي أسسها القس جيري فالويل سنة 1979 وهي ذات توجه ديني سياسي، لها برنامج إذاعي يومي يستمر لساعة كاملة، واسمه ساعة الإنجيل تبثه ستمائة محطة في أنحاء العالم، ولها مجلة دورية بعنوان (صوت المسيحية)، وينظم فالويل من خلال منظمته رحلات دورية إلى الأراضي المقدسة، ويضم أبرز جوانب الرحلة زيارات لوادي مجدو، ومواقع توراتية أخرى.
  • هيئة المائدة المستديرة الدينية: تأسست سنة 1979 لتنسيق برنامج عمل اليمين المسيحي، وتضم عدداً كبيراً من أضخم المنظمات، ومن أنجح العاملين باليمين الديني ومن هذه المنظمات: منظمة مترجمو الكتاب المقدس[4] وعصبة الكنيسة في أمريكا. وهي منظمة أبحاث غاية في السرية، ولديها ملفات عن آلاف شخصيات العالمية، وتعتبر هذه الهيئة دعم إسرائيل لأسباب لاهوتية وإستراتيجية.
  • مؤسسة جبل الهيكل: أسسها تيري ريزنهوفر هو تاجر أراضي وبترول من أجل العمل على تحقيق النبوءة التوراتية بشأن بناء الهيكل الثالث، وذكرت صحيفة دافار الإسرائيلية في مقال لها عام 1983 أن مؤسسة جبل الهيكل المسيحية الأمريكية جمعت عشرة ملايين دولار لتستخدمها في تقديم المعونة لبناء المستوطنات وشراء الأراضي من الأوقاف الإسلامية والمساعدة في مشروع إعادة الهيكل، وشارك ريزنهوفر في تنظيم حملة 1983 للاحتجاج على القبض على المستوطنين الإسرائيليين المتورطين في مؤامرة ضد المسجد الأقصى، وتبرع بتكاليف الدفاع عنهم. ولثرائه الكبير، تبرع تيري بمبالغ ضخمة لمنظمة الهيكل المقدس اليهودية.

الرأي الإسلامي

[عدل]

للحرم القدسي قدسية خاصة لدى المسلمين فهو أولى القبلتين وثاني مسجد وُضع في الأرض وإليه أُسري بالرسول قبل أن يعرج إلى السماء في ليلة الإسراء والمعراج.
ويرى المسلمون أنه لا وجود لهيكل سليمان تحت المسجد الأقصى، وأنها قصة قد ألفها اليهود كذريعة لهدم المسجد الأقصى.[5] في حين يرى البعض الآخر كابن خلدون[6] وابن الوردي[7] أن الهيكل كان موجوداً في الحقيقة، كما أن الهيكل ورد ذكره في القرآن الكريم في سورة الإسراء ((وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا))[8] كما ورد ذكره في الأحاديث النبوية كحديث ((أوحى الله إلى سليمان بن داود أن يبني بيت المقدس وكانت أرضا لرجل فاشترى منه الأرض))[9]

موقع الهيكل

[عدل]

ليس هناك دليل على المكان الذي بُني فيه الهيكل. يرى ابن خلدون بأن موقعه هو في بيت المقدس تحت قبة الصخرة[10] بينما تذكر بعض المصادر أنه بني خارج ساحات المسجد الأقصى. يدعي اليهود أن مكانه تحت قبة الصخرة، ويعتقد اليهود والمسيحيون أن مكان هيكل سليمان هو جبل الهيكل أو الحرم القدسي الشريف، ويقال أن هيكل سليمان موجود تحت بيت المقدس، ولهذا أراد اليهود قبل سنوات قليلة هدم المسجد الأقصى للبحث تحته عن هيكل سليمان.

مواضيع ذات صلة

[عدل]

مراجع

[عدل]
  1. ^ مذكور في: Seder Olam Rabbah. لغة العمل أو لغة الاسم: العبرية. المُؤَلِّف: Jose ben Halafta.
  2. ^ عصبة الأمم، تقرير اللجنة الدولية المقدم إلى عصبة الأمم عام 1930، بيروت، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، 1968، ص 22،23."
  3. ^ [https://web.archive.org/web/20130209162258/http://www.alsiasi.com/index.php/2010-03-07-12-00-59/36614-2011-08-08-21-45-06 نسخة محفوظة 9 فبراير 2013 على موقع واي باك مشين. عالم الآثار الإسرائيلي إسرائيل فلنكشتاين ينفي أي صلة لليهود بمدينة القدس. "نسخة مؤرشفة". مؤرشف من الأصل في 2013-02-09. اطلع عليه بتاريخ 2012-02-08.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)
  4. ^ "مترجمين وايكليف للكتاب المقدس". ويكيبيديا. 8 أكتوبر 2023.
  5. ^ ترنيمة الملوك."
  6. ^ عبد الرحمن ابن خلدون، ديوان المبتدأ والخبر في تاريخ العرب، ط الثانية، دار الفكر، بيروت، 1988، ج2 ص112-113
  7. ^ زين الدين ابن الوردي، تاريخ ابن الوردي، ط الأولى، دار الكتب العلمية، بيروت، 1996، ج1 ص32
  8. ^ محمد الطاهر بن عاشور، التحرير والتنوير، الدار التونسية للنشر، تونس، 1984، ج15 ص29
  9. ^ المتقي الهندي، كنز العمال، ط الخامسة، مؤسسة الرسالة، 1981، حديث رقم 23096
  10. ^ عبد الرحمن ابن خلدون، ديوان المبتدأ والخبر في تاريخ العرب، ط الثانية، دار الفكر، بيروت، 1988، ج1 ص 440-441